10.5.13

المرأة والعمل ما لها وما عليها

في كل نواحي الحياة شغلت المرأة مناصب مهمة وبدأت في النصف الثاني من القرن الماضي تنافس الرجل في عمله وفي كل مجالات الحياة ، وبدأت حركة تحرر المرأة في الغرب في أروبا وأمريكا. وقد ساعدتها القوانين في تلك البلاد على تخطي الصعوبات والحصول في معظم الأحيان على نسبة أو ما يطلق عليه بالكوتا النسائية . حيث بدا ذلك تشريعا واستمر حتى أصبح تقليدا ومن ثم أتبعت الدول العربية الإسلامية المنهج الغربي وشرعت في تحسين ظروف المرأة وإعطاءها الدور الذي تستحق كونها النصف الآخر للرجل وبالتالي للمجتمع ، وهذا لا يجانب الصواب والحقيقة والمنطق. بارغم من أن خطوات تحرر المرأة في البلاد العربية بطيئة الاّ أنها اتسمت بالثبات والرسوخ في كل خطوة وتقدم إلى الأمام.
وفي الوقت الحاضر لا شك بأنّ كل منّا لديه زميلات في العمل وبدأت الناس تسلم المناصب وأصبح الرجل مرؤوس والمرأة رئيس. إلا أن التركيبة الإجتماعية والثقافة المجتمعية في مجتمعاتنا العربية لا تنصف المرأة والرجل وسوق العمل. لأن الرجل هو الذي يتكفل بالنفقة على زوجته وبيته وأولاده وهذا ما ينص عليه الشرع والعرف. ولما كان الرجل هو صاحب القوامة فإنّ الأسباب والقوة المادية تعد أهم ركائز تلك القوامة . ولا يعني ذلك بالضرورة انقاص المرأة الكفؤة من حقوقها أو بالأخص من حقها في العمل.

إن مزاحمة المرأة للرجل في مواقع العمل تعد خلل بسيطا يمكن اصلاحه ، فكل سيدة وإمرأة أكثر ما تتمناه هو الزوج الحنون والكريم والبيت والأطفال والرجل كذلك. ولكن عندما تحتل النساء مواقع العمل وبرواتب عالية في بعض الأحيان، فإن ذلك يخل بالميزان الإجتماعي والقيمي.

هنالك بعض المجالات التي لا يستطيع الرجال أن يملؤ فيها الشواغر وهي حكرا على المرأة كما في مدارس البنات الثانوية على سبيل المثال مع أن الحصر ليس صوابا دائما . ولكن تكون البئية في بعض أماكن العمل أنسب للمرأة منها للرجل.
ولأن الرجل لا تسمح له كرامته بأن تنفق عليه المرأة لأنه يعتبر أن حق القوامة مهدد في هذه الحال وخاصة اذا كان راتبها أعلى. لذلك لا بد من إعادة النظر في التوظيف والتعيين وإعطاء دور أكبر للرجل المؤهل والكفؤ فقط. ولكن لا يجب أن ننكر أن كثير من النساء لديهن من الكفاءة والعلم ما يفوق بعض الرجال ، لذلك يجب في نفس الوقت أن لا تُبخس المرأة الكفؤة والنشطة حقوقها. لا بل إنها ستكون مكسبا كبيرا للمجتمع والعالم.
فأنا لا أجد أي مانع من أن تتقدم المرأة الى العمل العام القيادي الشاق فكريا إذا كان لديها الكفاءة والقدرة التي تتجاوز نظيرها الرجل. نقول كلامنا هذا بالرغم من استفحال البطالة بين الكثير من الشباب وبالتالي تكاثرت المشكلات الإجتماعية مثل العنوسة عند الجنسين والمشاكل الأخلاقية .... الخ. لذلك لا بد من إيلاء هذا الموضوع أهمية بالغة ويجب علينا أن لا نركض وراء الثقافات والشعوب الأخرى لأنها أي تلك الشعوب لها أسلوب مختلف وبدأت نهضة اجتماعية مبكرة وشاملة وجذرية قبل وقت كبير. لذلك يجب علينا أن لا نقيس أنفسنا وحضارتنا الحديثة الشابة نسبيا ، وعلينا الإبتعاد عن الحلول الجزئية والإنتقائية بل يجب علينا أن ننظر نظرة شاملة وعميقة لأوضاعنا والبدء بتغيير حقيقي وإن أخذ بعضا من الوقت فهذا لا يهم لأن التغيير البطيء أفضل من السرعة التي لا يحمد عقباها.

وهنا لا بد من التذكير أن اسلوبنا في حل المشاكل هو أسلوب "الفزعة" ووضع الحلول بعد المشكلة ولكن ليس لتداركها والحيلولة دون وقوعها.

هذا الموضوع طويل ومتشعب والحديث فيه يتطلب وقتا أطول وكتبا وحبرا ... الخ




No comments:

Post a Comment

You are welcome to comment and voice your opinion ...

youtube friendly player

True Nature

Khaldun Abd-al-Nabi

My photo
Abu Dhabi, United Arab Emirates
KHALDUN A. P. O. Box 16 Karak, Rabba khalduna@gmail.com EDUCATION Jordan University, Amman, Jordan, June 1999 B. A. in French Literature, note: 2.72 out of 4

Range 2, Team 2, JIPTC
Time in Doha - Qatar
blogger analytics