29.1.09

تعليق بعد حضور خطاب لخالد مشعل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

حضرت الإحتفالية "بإنتصار غزة" التي اقيمت في الدوحة بالأمس ، وقد ذكر مشعل من بين ما ذكر المرجعية الجديدة التي ينوي هو ورفاقه في حماس إطلاقها بدلا من المرجعية الحالية وهي منظمة التحرير الفلسطينية..
نحن كعرب يهمنا كثيرا المصالحة بين الفلسطينيين أنفسهم وقبل أن يبدأو التفاوض مع اسرائيل من أجل المصالحة معها فيما بعد. فلنتصالح مع أنفسنا أولا ومن ثم نتصالح مع عدونا، فوالله العظيم إنه لعيب كبير هذا الإقتتال والخلاف الداخلي فهو يخدم أولا وأخيرا عدوكم ايها الفلسطينيين.

لم استسغ فكرة إحتكار حماس للنصر الذي تحقق وكان الهتافات التي أطلقت في القاعة مغرقة في الخيلاء والغرور ، النصر إن كان ثمة نصر فهو نصر للشعب الفلسطيني الصامد ككل ولا يجب أن يجير لحساب حركة أو جهة معينة. يجب أن لا ننسى دور حلفاء حماس من الدول المحيطة وإيران. على حماس أن تكون أكثر واقعية ، وأن تطرح شعارات قابلة للتطبيق..

على حماس ان تطرح شعارات واقعية ، فبالأمس قال خالد مشعل بأنه يسعى لتحريرفلسطين كل فلسطين مما ألهب مشاعر الجماهير المغفلة المسكينة الرعناء، وطفقت تغدق عليه من الهتافات كقولهم أنت قائدنا ... الخ.

يجب أن نكون أكثر واقعية وأن لا نطرح شعارات لإلهاب المشاعر وتأجيج العواطف على نجو نبدو فيه حمقى ونعمى عن سلوك الطريق المنشود بالتحرير والحرية والسلام. قضية فلسطين لا يمكن أن تحل بالعواطف والشعارات ، إنها قضية شعب تم تهجيره من أرضه عنوة وحل محله يهودا غرباء ليس لهم ناقة ولا جمل في فلسطين الأرض العربية والإسلامية، إنها قضية أمة ولا يمكن أن يتم إختزالها في شخص حركة أو جماعة أو فرد بل هي قضية أمة يجب أن تتكفل بها وتحلها بشتى السبل السياسية والدبلوماسية مع حساب توازن القوى وحساب مصالح الشعوب بعيدا عن التهور والزلل والمغامرات غير محسوبة النتائج..

يجب علينا مخاطبة العالم باللغة التي يفهمها ، أي لغة العصر والواقع والبراجماتية لا بلغتنا نحن والتي لا يفهمها غيرنا. من هنا تنبع أهمية إشراك العالم والأمم المتحررة والشعوب الحرة بأهمية وإلحاح القضية العربية الفلسطينية.

بدا لي بأن مشعل يدغدغ مشاعر الحضور في أكثر من مرة ، ومرات كان يلجأ الى الواقعية بالإستعانة باللغة العامية والتي هي أقرب الى فهم الجماهير. وكانت "الإحتفالية" في معظمها عبارة عن فرقتين تنشد الأناشيد الحماسية المفعمة وقد استغربت لذلك ، بدلا من أن يتم تدارس نتائج الحرب الإسرائيلية على غزة مع الجمهور والإستماع له ، وجدنا أن الحوار والحديث لطرف واحد وهو حركة حماس. كان لا بد من التشاور مع الجماهير في الدوحة والأخذ بنصائحهم وملاحظاتهم واحترام انتقاداتهم ولكن للأسف لم يحدث من ذلك شيئا على الإطلاق.


في النهاية خرجت بمحصلة وخلاصة مفادها أن مشعل وأعوانه "إخوانه" في الحركة ربما يكونوا المستقيدين الأكبر من طول الحرب مع العدو الصهيوني بما يوفر لهم غطاء ودعم مادي منقطع النظير من قطر وسوريا وايران وليبيا .

في بداية الحرب على غزة ومع متابعتي لقناة الجزيرة التي لم تتوانى قط عن أداء واجبها في تسليط الضوء على المجازر الإسرائيلية وفضحها، في البداية كنت ألوم محور الإعتدال كما يروق للبعض تسميته، ولكن الآن لا بد من عدم السماح لجهة واحدة بالإستئثار بقضية الأمة والمتجارة بها بل يجب أن نتحد كعرب على صياغة مواقفنا ويجب أن ندعم الأخوة غربي النهر.

العتب كان على الدول العربية السعودية ومصر والأردن ينحصر في عدم تحركها السريع في لجم العدوان وإتخاذ خطوات كفيلة بردع اسرائيل عن اتمام الجريمة وذلك بإتخاذ تدابير سياسية تكفل طرد السفراء وتعليق المبادرة العربية للسلام.

نعم لم تقم هذه الدول بهذا الدور الضروري لوقف الإعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل وهذا موقف يحسب عليها وليس لها. ولكن من الآن يجب أن تتجه حماس الى هذه الدول وتحاورها فحماس لا يمكن لها ان تستمر في الإعتماد على ايران وسوريا بل يجب ان تنشد الدعم كل الدعم من جميع أخوتها العرب وليس واحد أو إثنين منهم. العناد والغطرسة لن يفيدا حماس ولا أي طرف آخر في المنطقة، والكلمة في الآخر للشعوب ولحكامها.

youtube friendly player

True Nature

Khaldun Abd-al-Nabi

My photo
Abu Dhabi, United Arab Emirates
KHALDUN A. P. O. Box 16 Karak, Rabba khalduna@gmail.com EDUCATION Jordan University, Amman, Jordan, June 1999 B. A. in French Literature, note: 2.72 out of 4

Range 2, Team 2, JIPTC
Time in Doha - Qatar
blogger analytics